كيف أصبحت اللغة الإنجليزية لغة عالمية 

كانت اللغة الإنجليزية في حالة حركة دائمة، فمنذ أن أن كانت في بريطانيا في القرن الخامس الميلادي، ومن ثم انتشرت بعدها في الجزر البريطانية، وهيمنت على بعض الأجزاء مثل كامبريا وجنوب اسكتلندا، وبالرغم أن اللغة الإنجليزية لم تخرج عن نطاق الجزر البريطانية إلا بعد مرور 300 عام، إلا أن عدد متحدثي اللغة الإنجليزية ازداد عددهم كثيراً ليصل إلى قرابة 250 مليون شخص في فترة بداية حكم الملكة إليزابيث الثانية عام 1952م، وعليه أصبح معظم متحدثي اللغة الإنجليزية خارج الجزر البريطانية، كون أن نسبة كبيرة منهم كانت في الولايات المتحدة الأمريكية. 

ولعل أبرز عاملان لانتشار اللغة الإنجليزية هما:

العامل الأول : قدرة توسع الدولة البريطانية والتي وصلت ذروتها في نهاية القرن التاسع عشر، ومن ثم ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية في أول الصف كقوة اقتصادية خلال القرن العشرين. 

العامل الثاني : بلوغ عدد الناطقين باللغة الإنجليزية كلغة أم في الولايات المتحدة الأمريكية 70%، مع امتلاك الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة السياسية والاقتصادية عالمياً، جعل للغة الإنجليزية مكاناً معززاً أكثر ومفروضة بقوة حول العالم 

عبر التاريخ، ومنذ زمن الحضارة البابلية، لم نرَ أي لغة قادرة على التباهي بمثل هذه “التغطية” التي عليها اللغة الإنجليزية الآن، حيث يعتقد اللغويون أنه يمكن مقارنة اللغة الإنجليزية بالعملة، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يستخدمونها، زادت سرعة انتشارها عالميًا.

1. انتشار الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، بفضلها أصبح انتشار اللغة الإنجليزية أسرع من أي وقتِ مضى، ووفقاً لما صرّح به مؤسس مايكروسوفت، بيل جيتس بأن أكثر من 50% من المحتوى الذي تم انشاؤه على الإنترنت مكتوبٌ باللغة الإنجليزية، وهنا يظهر جلياً أهمية تعليم اللغة الإنجليزية مبكراً لأطفالكم، مما يتيح لهم إمكانية التواصل والوصول إلى معلومات عبر شبكة الإنترنت مليئة بالعلوم والمعرفة. وحسب خبراء المنتدى الإقتصادي العالمي، فإن اللغة الإنجليزية تتصدر قائمة اللغات الأكثر فائدة للتعليم، تبعاً لمؤشر Power Language Index (PLI)- مؤشر قوة اللغات، وبلا شك، فالنتيجة ليست بالمفاجأة، فنحن نلمس أهمية اللغة الإنجليزية في حياتنا اليوم بشكل واضح.

2. وجود المقرات العالمية المالية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما جعل ذلك يعزز من مكانة اللغة الإنجليزية وجعل منها لغةً رسمية في العلاقات الدولية والتجارية. 

3. سهولة اللغة الإنجليزية للراغبين في تعلمها مما زاد ذلك عدد المقبلين على تعلمها، كذلك التنوع الكبير في مفردات اللغة الإنجليزية، مما أضاف لها صفة المرونة، حيث أن بالإمكان شرحها بأكثر من طريقة. 

4. تميزت الإنجليزية بوجود لهجات عديدة لها، فعلى سبيل المثال هناك اختلافات في النطق واللهجة ما بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا، وذلك تبعاً لتأثرها بالثقافات الأخرى والأحداث المحيطة بها، حيث تمتلك اللغة الإنجليزية تاريخاً طويلاً يمتد بين التوسع الجغرافي والسياسي، وكذلك التأثيرات الخارجية عبر العالم، لذا تأثرت ببعض الثقافات التي ساهمت في تشكيلها مثل الثقافة الرومانية وغيرها، مما ساهم أيضاً في وجود أنماط في اللغة تلائم بعض الثقافات التي تأثرت أيضاً باللغة الإنجليزية وأثرت بها. 

5. الإمكانية المتواصلة للغة الإنجليزية في التجديد والتغيير، حيث يمكنها أن تُدخل بعض الكلمات المستخدمة في قاموسها وذلك لقدرتها على ابتكار كلمات جديدة يسهل التعامل بها في جميع أنحاء العالم والتي تستخدم غالباً كما هي بشكلها ونطقها باللغة الإنجليزية في كل مكان.

6. تمكن اللغة الإنجليزية الأشخاص من التواصل مع شركاء الأعمال في جميع أنحاء العالم حيث تتيح الإنجليزية الوصول إلى أفضل مؤسسات التعليم العالي في العالم، وتتيح الوصول إلى جميع المعلومات العلمية المستخدمة في الأوساط الأكاديمية كالأوراق والأبحاث والدراسات، حيث تُنشر معظم الاكتشافات في الطب والفيزياء والكيمياء وما إلى ذلك عبر الإنترنت باللغة الإنجليزية.

7. اللغة الإنجليزية هي لغة تكنولوجيا المعلومات والإنترنت، وكل لغات البرمجة تعتمد اعتماداً كلياً على مصطلحات ومفردات اللغة الإنجليزية.

8. كما أثبتت الدراسات الحديثة أن اللغة الإنجليزية ساعدت رجال الأعمال في اتخاذ قرارات صائبة بحيث يساعد التفكير بلغة أجنبية اتخاذ قرارات منطقية بعيدة عن العواطف.