منهجية منتسوري – مفهومها وأسرار شعبيتها الواسعة

كيف يبدو الأطفال في مدارس منتسوري؟

يتميز الأطفال الذين ينشؤون وفق منهجية منتسوري بالقدرة على التركيز والاستقلالية، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم نظرة إيجابية نحو العالم. كما أنهم يتحملون المسؤولية، والتعاطف مع الآخرين، والميل للمساعدة، والمشاركة في المبادرات الاجتماعية. إضافةً إلى ذلك، يتسمون بالصبر والمرونة، حيث يواجهون التحديات بإصرار دون الشعور بالإحباط.

أطفال منتسوري ليسوا مجرد متعلمين عاديين، بل هم أطفال يعرفون قيم الاحترام، والشرف، والتعاون، وقادرون على التعبير عنها في تعاملاتهم اليومية. إنهم متعددو المهارات، مبدعون، ومبتهجون، جاهزون لاكتشاف العالم بكل شغف وحب للتعلم!

يعتمد منهج منتسوري على مجموعة من المبادئ التربوية التي وضعتها ماريا منتسوري، والتي تهدف إلى منح الطفل استقلالية في التعلم مع توفير بيئة تعليمية منظمة وداعمة. وتشمل هذه المبادئ:

• مبدأ الاختيار الحر

في النظام المنتسوري، يتمتع الطفل بحرية اختيار الأنشطة التي يرغب في ممارستها، كما يحدد بنفسه وتيرة التعلم ومدته ومستوى التحدي الذي يريده، بالإضافة إلى اختيار شريك العمل المحتمل.

• مبدأ الاختيار الحر للمواد

تتوفر جميع ألعاب منتسوري والمواد التعليمية في بيئة منظمة، بحيث يكون للطفل حرية اختيار الأدوات التي تناسب اهتماماته.

• مبدأ الاختيار الحر لمكان العمل

يتيح تعليم المنتسوري للطفل حرية اختيار مكان العمل المناسب له داخل مدارس منتسوري، طالما أن ذلك يتماشى مع القواعد التنظيمية وحدود المعلم.

• مبدأ الاختيار الحر لوقت العمل

يقرر الطفل بنفسه متى يبدأ العمل ومتى ينتهي، ما يعزز شعوره بالمسؤولية تجاه تعلمه.

• مبدأ الاختيار الحر لشكل العمل

يستطيع الطفل اختيار طبيعة النشاط الذي يود القيام به، ويستمر فيه طالما كان ممتعًا وملهمًا له.

• مبدأ النظام

كل عنصر في بيئة التعلم له مكان محدد، ويجب أن يعود إليه بعد الاستخدام، مما يساعد الطفل على تطوير مهارات التنظيم والمسؤولية.

• مبدأ القيد

على الرغم من أن الطفل يتمتع بحرية كبيرة، إلا أن هناك حدودًا تربوية تضمن احترام النظام والقواعد داخل مدارس منتسوري، حيث لا يمكن للأطفال التصرف دون قيود، كما أن العلاقة مع المعلم ليست ندّية بل توجيهية.

• مبدأ عزل الصعوبات

كل مادة تعليمية في منهج منتسوري تركز على مفهوم واحد فقط، لضمان تعلمه دون تشتيت. فمثلًا، إذا كان الطفل يعمل على تمييز الأحجام، فلن يتم تقديم مفهوم الألوان في الوقت ذاته، بل تُستخدم مواد أخرى لهذا الغرض.

• مبدأ النقل

يكتسب الطفل المعرفة والمهارات من خلال العمل بالمواد التعليمية، وينقلها لاحقًا إلى مواقف مختلفة في بيئته اليومية.

• مبدأ العمل والتكرار

يسمح النظام المنتسوري للطفل بالتعلم وفقًا لإيقاعه الخاص، ويشجعه على تكرار الأنشطة إذا شعر بالحاجة لذلك، مما يعزز الفهم العميق للمفاهيم.

• مبدأ ضبط النفس

يتيح تعليم المنتسوري للطفل فرصة تقييم أدائه بشكل مستقل، حيث يمكنه تحديد الأخطاء وتصحيحها بنفسه، مما ينمي لديه حس المسؤولية والقدرة على حل المشكلات.

تعتمد منهجية منتسوري على هذه المبادئ لضمان بيئة تعلم تحفز استقلالية الطفل وتشجعه على الاستكشاف والتجربة بطريقة طبيعية وفعالة.

يُعد تعليم المنتسوري في المنزل خيارًا مثيرًا للاهتمام، حيث يتيح للطفل التعلم بطريقة طبيعية ومستقلة. ومع ذلك، يجد العديد من الآباء أن تطبيق النظام المنتسوري في بيئة المنزل ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب توفير بيئة منظمة، واستخدام ألعاب منتسوري المناسبة، والالتزام بمبادئ منهج منتسوري، وهو ما قد يكون مرهقًا ويستهلك الكثير من الوقت.

تحديات تطبيق تعليم المنتسوري في المنزل

• إعداد المواد التعليمية

يتطلب منهج منتسوري استخدام أدوات ومواد تعليمية مخصصة لتنمية مهارات الطفل الحسية والعقلية. وغالبًا ما يقضي الآباء ساعات في إعداد هذه المواد، لكنهم يُفاجَؤون بعدم اهتمام الطفل بها، حيث قد ينجذب إلى نشاط آخر، مثل اللعب في المطبخ أو مشاهدة شيء جديد في المنزل.

• ضبط النظام والانضباط

في مدارس منتسوري، يتبع الأطفال قواعد محددة لتنظيم بيئتهم، مما يساعدهم على تطوير الاستقلالية والانضباط الذاتي. أما في المنزل، فقد يكون من الصعب فرض هذه القواعد بنفس الصرامة، مما يؤدي إلى فوضى تعليمية تجعل من الصعب على الطفل الالتزام بالأنشطة المنتسورية.

• التوازن بين الحرية والتوجيه

وفقًا لـ منهجية منتسوري، يجب أن يكون للطفل حرية اختيار أنشطته، لكن هذا لا يعني غياب التوجيه. في المنزل، قد يجد الآباء صعوبة في تحقيق التوازن بين إعطاء الطفل حرية التعلم وبين ضمان استمراره في الأنشطة المنتسورية بدلًا من الانشغال بأمور أخرى.

كيف يمكن تسهيل تطبيق النظام المنتسوري في المنزل؟

• تبسيط البيئة التعليمية: لا يجب أن يكون المنزل نسخة طبق الأصل من مدارس منتسوري، بل يكفي تجهيز ركن خاص بمواد ألعاب منتسوري المناسبة لعمر الطفل.
• وضع روتين مرن: بدلاً من فرض جدول صارم، يمكن تصميم روتين يشمل أنشطة متنوعة تشجع الطفل على التعلم من خلال اللعب.
• تقبل التغيير: من الطبيعي أن يفقد الطفل اهتمامه ببعض الأنشطة، لذا يمكن للآباء تجربة مناهج منتسوري مختلفة واكتشاف ما يناسب طفلهم أكثر.
• تعزيز الانضباط الذاتي تدريجيًا: يمكن للوالدين تطبيق مبادئ منتسوري تدريجيًا مثل إعادة الأدوات إلى أماكنها بعد الاستخدام، وتشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه في الأنشطة اليومية. 

على الرغم من أن تطبيق تعليم المنتسوري في المنزل قد يكون تحديًا، إلا أنه ليس مستحيلًا. من خلال التكيف مع احتياجات الطفل وظروف الأسرة، يمكن تحقيق تجربة تعليمية غنية تعتمد على منهجية منتسوري، مما يساعد الطفل على تطوير مهاراته الحسية والإدراكية في بيئة طبيعية ومحفزة.

نوفاكيد، تؤسس منهجية تعليمية قائمة على التفاعل والمرح والسعادة، لتحقق لكم ولأطفالكم نتائج رائعة، تساهم في إكسابهم الفهم المتقن للغة وتطوير مختلف المهارات الشخصية لهم.  احصل على درسك المجاني الأول من نوفاكيد